awadaltawallah@
اكتسبت قرية «عقلة ابن طوالة» (130 كيلومترا شرق جنوب حائل)، شهرة اقتصادية على المستوى الشعبي في المملكة والخليج، بحكم أنها تمتلك أكبر الأسواق الشعبية وأشهرها، يقام أسبوعيا على مدى 30 عاما، فيقصده الباعة والمشترون من كل مكان، ما أكسبه -إضافة إلى موقعه الإستراتيجي المتوسط بين منطقتي حائل والقصيم- السمعة الكبيرة والشهرة، فيفد إليه الباعة من مناطق المملكة والدول الخليجية وبعض الدول العربية المجاورة، لذا فإن مركز عقلة ابن طوالة يشهد حركة تجارية واسعة النطاق وعلى مستويات كبيرة من الاحتياجات والمعروضات وحركة البيع والشراء.
تقاطع خطر
مشعان خلف المشعان أوضح أن قرية عقلة ابن طوالة تقع على طريق حائل/الشنان/سميراء العام، الذي يقسم القرية إلى جزأين، ولا توجد وسائل سلامة لعبور الطريق إلى الجهة الأخرى، مطالبا بإيجاد حلول، منها ازدواج الطريق، ووضع دوار في التقاطع الذي يعتبر خطرا جدا على الأنفس.
دفاع مدني
من جانب آخر، أوضح عبدالعزيز بن خلف أن قرية عقلة ابن طوالة تحتاج لبعض الخدمات المهمة والضرورية، منها إيجاد مركز للدفاع المدني لخدمة القرية والسوق الشعبي الذي تتحرك فيه التجارة بمئات الألوف من الريالات، مثل «الأعلاف» القابلة للاشتعال، مناشدا مدير عام الدفاع المدني بحائل تسريع إنفاذ أمر أمير منطقة حائل بافتتاح مركز الدفاع المدني، إذ مر عام على هذا الأمر.
نايف بن خلف طالب المسؤولين بإيجاد بلدية أو مكتب خدمات لتقدم خدمات النظافة للقرية والسوق الشعبي الذي يخدم الكثير من المرتادين، إذ إن السوق بحاجة ماسة لخدمات البلدية.
منتجات دولية
اكتسحت المنتجات الشامية كالملابس، والفراء، والمشالح، والجاكيتات، والحلويات، والدلال، والأباريق، والقطايف، والفرش سوق الخميس، إذ يرتاده عدد من الباعة الجوالة القادمين من بلاد الشام والأردن لعرض مبيعاتهم التي تحويها سياراتهم.
وأبان ماهر الحسن أنه يرتاد سوق عقلة ابن طوالة منذ ست سنوات تقريبا. وأضاف: أنا بائع متجول بين بعض مناطق المملكة في الشمال والمنطقة الوسطى إلا أنني أحرص على وجودي بشكل مستمر كل سبت في هذا المكان، لأن السوق من أفضل الأسواق الشعبية حركة شرائية.
ولم يُخفِ أحد مرتادي السوق من دولة الأردن إعجابه بالسوق، فقال: أبيع بعض أشجار الحمضيات والزينة، وأرتاد السوق منذ شهر فقط، وقد نصحني به أحد زملائي في الأردن، ووجدت إقبالا من الزوار على شراء الأشجار.
وأخذت المنتجات اليمنية من القهوة والبهارات مكانها في السوق، حيث يعرضها يمنيون يجولون الأسواق الشعبية في السعودية لعرض منتجاتهم.
وفتحت الحركة الكبيرة على السوق منافذ بيع لعدد كبير من العمالة الوافدة التي استغلت هذا التجمع بفتح بوفيهات اتخذت من المحلات المجهزة مكانا لها، وتقوم بتجهيز الأطعمة والوجبات السريعة والمشروبات الساخنة وبيعها لمرتادي السوق، مفتقدة الرقابة الصحية من قِبَل البلدية.
وخصص جزء كبير من السوق لبيع وشراء الماشية بمختلف أنواعها من النعيمي والنجدي والمعز والإبل، يعد الأكبر على مستوى المنطقة الوسطى، وسوقا كبيرا للأعلاف بمختلف أنواعها، وخصص في السوق ركن لبيع أنواع الطيور والزواحف والدجاج يكتظ به المهتمون بمثل هذه الطيور والزواحف.
في المقابل، أوضح رئيس بلدية سميراء المهندس فهد المظيبري أن سوق العقلة من أعرق الأسواق بالمنطقة، ويحتاج للتطوير في المستقبل، والبلدية أنشأت سوقا جديدا سوف يفعل قريبا.
«سوق السبت».. كل ما تتمناه يباع
يقام السوق كل يوم سبت في الأسبوع من صلاة الفجر حتى صلاة الظهر، بدأت فكرة السوق من الشيخ خلف بن طوالة قبل 30 عاما، ومع الاستمرار اكتسب شهرته واخذ اسمه من البلدة (عقلة ابن طوالة).
يقول معزي بن خلف بن طوالة إن فكرة إنشاء السوق تعود إلى عام 1404 بعد أن توجهت ووالدي إلى المنطقة الجنوبية وشاهدنا في تلك المناطق أسواق شعبية أسبوعية فأعجبتنا تلك الفكرة ونقلناها إلى مركز عقلة ابن طوالة، وأخذنا على عاتقنا إنجاح هذا السوق وتطويره في الـ30 عاما الماضية، واشتمل السوق على 150 محلا مجهزا من الكهرباء والماء، ليضع فيها البائع بضاعته ويحتمي من برودة وحرارة الجو والأمطار، وأكثر من 100 مظلة من الخرسانة، إضافة إلى مسجد يتسع لأكثر من 75 مصليا.
وبما أن المنطقة تعد رعوية من الدرجة الأولى، فإن توفر الأودية والشعاب وارتفاع كميات الأمطار الموسمية مقارنة بغيرها وانتشار مربيي الماشية بشكل كبير في المنطقة، أوجد سوقاً رائجاً وكبيراً للأغنام يغلب عليها النوع النجدي والماعز بشكل لافت للأنظار، ويعقد لها حراج خاص من بعد صلاة الفجر من يوم السبت، وتباع الأغنام بأعداد كبيرة في السوق، ويقصده المهتمون بهذه التجارة من كل مكان، وتتنوع المعروضات والبضائع من مختلف الأصناف، والاحتياجات الشعبية القديمة والحديثة، والحيوانات، والطيور الداجنة والجارحة، والحرف وغيرها، ويوجد قسم للأعلاف بشكل عام، فيوجد نحو 104 سيارات من نوع «الدينا» تبيع حمولتها من الأعلاف البرسيم والأعشاب المخلوطة والتبن، وعدد يراوح بين 10-18 «تريلا» شعير.
نشمي عبيد وعيد الغضبان يؤكدان أن مربي الماشية يجد في السوق ما يسد حاجته ويكفيه العناء في الحصول على أعلاف ماشيته، فتجد سوقا كبيرا للأعلاف الخضراء المجففة بمختلف أنواعها يتم توريدها من مزارع القصيم وحائل والجوف يوم السوق، إضافة إلى حمولات الشعير الكبيرة.
وأضافا: سوق العقلة اكتسب شهرة كبيرة بسبب موقعه الإستراتيجي وسط المملكة، إذ يتوسط القصيم وحائل والمدينة المنورة، ويعد الأفضل تصنيفا بين الأسواق الشعبية الأسبوعية المماثلة، من حيث الأقدمية وارتياد الباعة له، والإقبال من قبل المتسوقين من مختلف المناطق، وبما يحويه من مستلزمات ومعروضات تلامس حاجة المستهلك، إضافة لتجهيزات مكان السوق من قبل أهالي القرية.
يعد سوق عقلة ابن طوالة من أكبر المزادات بالمنطقة للصقور.. يقول وليد الميمان (أحد الصقّارة في حائل): «حراج الصقور في عقلة ابن طوالة من أفضل الأسواق على مستوى السعودية، فنحن اعتدنا المجيء إلى السوق، ويقصده الصقارة من مختلف مناطق المملكة، ويتم فيه البيع والشراء لجميع أصناف الطيور».
وأضاف: هذا الحراج عرفته منذ استهويت الصقارة قبل أكثر من 18 عاما، وما زال من الأسواق الأفضل في المملكة.
ولم تغب المأكولات الشعبية عن السوق، فالسمن البري والإقط واللبن والبهارات الشعبية من أكثر المبيعات طلبا، خلاف عدد من المبيعات الشعبية والأدوية.
الحلقة القادمة:
«القصير» .. بلدة صغيرة وتطلعات حالمة
اكتسبت قرية «عقلة ابن طوالة» (130 كيلومترا شرق جنوب حائل)، شهرة اقتصادية على المستوى الشعبي في المملكة والخليج، بحكم أنها تمتلك أكبر الأسواق الشعبية وأشهرها، يقام أسبوعيا على مدى 30 عاما، فيقصده الباعة والمشترون من كل مكان، ما أكسبه -إضافة إلى موقعه الإستراتيجي المتوسط بين منطقتي حائل والقصيم- السمعة الكبيرة والشهرة، فيفد إليه الباعة من مناطق المملكة والدول الخليجية وبعض الدول العربية المجاورة، لذا فإن مركز عقلة ابن طوالة يشهد حركة تجارية واسعة النطاق وعلى مستويات كبيرة من الاحتياجات والمعروضات وحركة البيع والشراء.
تقاطع خطر
مشعان خلف المشعان أوضح أن قرية عقلة ابن طوالة تقع على طريق حائل/الشنان/سميراء العام، الذي يقسم القرية إلى جزأين، ولا توجد وسائل سلامة لعبور الطريق إلى الجهة الأخرى، مطالبا بإيجاد حلول، منها ازدواج الطريق، ووضع دوار في التقاطع الذي يعتبر خطرا جدا على الأنفس.
دفاع مدني
من جانب آخر، أوضح عبدالعزيز بن خلف أن قرية عقلة ابن طوالة تحتاج لبعض الخدمات المهمة والضرورية، منها إيجاد مركز للدفاع المدني لخدمة القرية والسوق الشعبي الذي تتحرك فيه التجارة بمئات الألوف من الريالات، مثل «الأعلاف» القابلة للاشتعال، مناشدا مدير عام الدفاع المدني بحائل تسريع إنفاذ أمر أمير منطقة حائل بافتتاح مركز الدفاع المدني، إذ مر عام على هذا الأمر.
نايف بن خلف طالب المسؤولين بإيجاد بلدية أو مكتب خدمات لتقدم خدمات النظافة للقرية والسوق الشعبي الذي يخدم الكثير من المرتادين، إذ إن السوق بحاجة ماسة لخدمات البلدية.
منتجات دولية
اكتسحت المنتجات الشامية كالملابس، والفراء، والمشالح، والجاكيتات، والحلويات، والدلال، والأباريق، والقطايف، والفرش سوق الخميس، إذ يرتاده عدد من الباعة الجوالة القادمين من بلاد الشام والأردن لعرض مبيعاتهم التي تحويها سياراتهم.
وأبان ماهر الحسن أنه يرتاد سوق عقلة ابن طوالة منذ ست سنوات تقريبا. وأضاف: أنا بائع متجول بين بعض مناطق المملكة في الشمال والمنطقة الوسطى إلا أنني أحرص على وجودي بشكل مستمر كل سبت في هذا المكان، لأن السوق من أفضل الأسواق الشعبية حركة شرائية.
ولم يُخفِ أحد مرتادي السوق من دولة الأردن إعجابه بالسوق، فقال: أبيع بعض أشجار الحمضيات والزينة، وأرتاد السوق منذ شهر فقط، وقد نصحني به أحد زملائي في الأردن، ووجدت إقبالا من الزوار على شراء الأشجار.
وأخذت المنتجات اليمنية من القهوة والبهارات مكانها في السوق، حيث يعرضها يمنيون يجولون الأسواق الشعبية في السعودية لعرض منتجاتهم.
وفتحت الحركة الكبيرة على السوق منافذ بيع لعدد كبير من العمالة الوافدة التي استغلت هذا التجمع بفتح بوفيهات اتخذت من المحلات المجهزة مكانا لها، وتقوم بتجهيز الأطعمة والوجبات السريعة والمشروبات الساخنة وبيعها لمرتادي السوق، مفتقدة الرقابة الصحية من قِبَل البلدية.
وخصص جزء كبير من السوق لبيع وشراء الماشية بمختلف أنواعها من النعيمي والنجدي والمعز والإبل، يعد الأكبر على مستوى المنطقة الوسطى، وسوقا كبيرا للأعلاف بمختلف أنواعها، وخصص في السوق ركن لبيع أنواع الطيور والزواحف والدجاج يكتظ به المهتمون بمثل هذه الطيور والزواحف.
في المقابل، أوضح رئيس بلدية سميراء المهندس فهد المظيبري أن سوق العقلة من أعرق الأسواق بالمنطقة، ويحتاج للتطوير في المستقبل، والبلدية أنشأت سوقا جديدا سوف يفعل قريبا.
«سوق السبت».. كل ما تتمناه يباع
يقام السوق كل يوم سبت في الأسبوع من صلاة الفجر حتى صلاة الظهر، بدأت فكرة السوق من الشيخ خلف بن طوالة قبل 30 عاما، ومع الاستمرار اكتسب شهرته واخذ اسمه من البلدة (عقلة ابن طوالة).
يقول معزي بن خلف بن طوالة إن فكرة إنشاء السوق تعود إلى عام 1404 بعد أن توجهت ووالدي إلى المنطقة الجنوبية وشاهدنا في تلك المناطق أسواق شعبية أسبوعية فأعجبتنا تلك الفكرة ونقلناها إلى مركز عقلة ابن طوالة، وأخذنا على عاتقنا إنجاح هذا السوق وتطويره في الـ30 عاما الماضية، واشتمل السوق على 150 محلا مجهزا من الكهرباء والماء، ليضع فيها البائع بضاعته ويحتمي من برودة وحرارة الجو والأمطار، وأكثر من 100 مظلة من الخرسانة، إضافة إلى مسجد يتسع لأكثر من 75 مصليا.
وبما أن المنطقة تعد رعوية من الدرجة الأولى، فإن توفر الأودية والشعاب وارتفاع كميات الأمطار الموسمية مقارنة بغيرها وانتشار مربيي الماشية بشكل كبير في المنطقة، أوجد سوقاً رائجاً وكبيراً للأغنام يغلب عليها النوع النجدي والماعز بشكل لافت للأنظار، ويعقد لها حراج خاص من بعد صلاة الفجر من يوم السبت، وتباع الأغنام بأعداد كبيرة في السوق، ويقصده المهتمون بهذه التجارة من كل مكان، وتتنوع المعروضات والبضائع من مختلف الأصناف، والاحتياجات الشعبية القديمة والحديثة، والحيوانات، والطيور الداجنة والجارحة، والحرف وغيرها، ويوجد قسم للأعلاف بشكل عام، فيوجد نحو 104 سيارات من نوع «الدينا» تبيع حمولتها من الأعلاف البرسيم والأعشاب المخلوطة والتبن، وعدد يراوح بين 10-18 «تريلا» شعير.
نشمي عبيد وعيد الغضبان يؤكدان أن مربي الماشية يجد في السوق ما يسد حاجته ويكفيه العناء في الحصول على أعلاف ماشيته، فتجد سوقا كبيرا للأعلاف الخضراء المجففة بمختلف أنواعها يتم توريدها من مزارع القصيم وحائل والجوف يوم السوق، إضافة إلى حمولات الشعير الكبيرة.
وأضافا: سوق العقلة اكتسب شهرة كبيرة بسبب موقعه الإستراتيجي وسط المملكة، إذ يتوسط القصيم وحائل والمدينة المنورة، ويعد الأفضل تصنيفا بين الأسواق الشعبية الأسبوعية المماثلة، من حيث الأقدمية وارتياد الباعة له، والإقبال من قبل المتسوقين من مختلف المناطق، وبما يحويه من مستلزمات ومعروضات تلامس حاجة المستهلك، إضافة لتجهيزات مكان السوق من قبل أهالي القرية.
يعد سوق عقلة ابن طوالة من أكبر المزادات بالمنطقة للصقور.. يقول وليد الميمان (أحد الصقّارة في حائل): «حراج الصقور في عقلة ابن طوالة من أفضل الأسواق على مستوى السعودية، فنحن اعتدنا المجيء إلى السوق، ويقصده الصقارة من مختلف مناطق المملكة، ويتم فيه البيع والشراء لجميع أصناف الطيور».
وأضاف: هذا الحراج عرفته منذ استهويت الصقارة قبل أكثر من 18 عاما، وما زال من الأسواق الأفضل في المملكة.
ولم تغب المأكولات الشعبية عن السوق، فالسمن البري والإقط واللبن والبهارات الشعبية من أكثر المبيعات طلبا، خلاف عدد من المبيعات الشعبية والأدوية.
الحلقة القادمة:
«القصير» .. بلدة صغيرة وتطلعات حالمة